...

حكم الاستمناء في نهار رمضان وأثره على صحة الصيام

حكم الاستمناء في نهار رمضان وأثره على صحة الصيام

الصيام في شهر رمضان لا يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب، بل يمتد ليشمل التحكم في الشهوات والرغبات، فالمسلم مطالب بضبط نفسه والابتعاد عن كل ما قد يُفسد صيامه، ومن الأمور التي تثير تساؤلات كثيرة بين الناس حكم الاستمناء (العادة السرية) في نهار رمضان، وما إذا كان يُبطل الصيام أم لا، هل يعدّ من المفطرات؟ وهل هناك كفارة على من وقع فيه؟ سنجيب في هذا المقال على هذه الأسئلة استنادًا إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

حكم الاستمناء في نهار رمضان

اتفق الفقهاء على أن الاستمناء أثناء الصيام محرم شرعًا، وإذا أدى إلى خروج المني فهو مفطر، لأن الصيام يقوم على كبح الشهوة، والاستمناء يُعتبر تفريغًا لها بطريقة غير مشروعة. وقد قال الله تعالى: ﴿وَيَذَرُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ﴾ (النور: 30)، كما قال النبي ﷺ في الحديث القدسي: “يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي” (رواه البخاري ومسلم).

ما يترتب على الاستمناء في نهار رمضان؟

إذا وقع الاستمناء في أثناء الصيام، فهناك حالتان:

  1. إذا نزل المني: يفسد الصيام، ويجب قضاء هذا اليوم بعد رمضان، مع التوبة والاستغفار.
  2. إذا لم ينزل المني: يبقى الصيام صحيحًا، لكن الفعل في حد ذاته محرم، ويستوجب التوبة.

هل هناك كفارة على من استمنى في نهار رمضان؟

على عكس الجماع، لا تجب الكفارة المغلظة (صيام شهرين متتابعين أو إطعام 60 مسكينًا) في حالة الاستمناء، وإنما يجب فقط قضاء اليوم الذي فسد، مع ضرورة التوبة والندم على هذا الفعل.

كيف يتجنب المسلم الوقوع في الاستمناء أثناء الصيام؟

  • الانشغال بالطاعات مثل قراءة القرآن، والصلاة، والدعاء.
  • الابتعاد عن المثيرات كالأفلام والصور والمحتويات غير اللائقة.
  • ملء وقت الفراغ بالأنشطة المفيدة لتجنب التفكير في الشهوات.

الخاتمة

الصيام فرصة عظيمة لتطهير النفس وتقوية الإرادة، لذا يجب على المسلم أن يحرص على حفظ صيامه من كل ما قد يُبطله أو يُنقص أجره. ومن وقع في الاستمناء، فعليه التوبة إلى الله، مع قضاء اليوم إن كان قد أنزل المني، والاستفادة من رمضان في زيادة القرب من الله.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *