...

حكم الجماع في نهار رمضان وأثره على الصيام

حكم الجماع في نهار رمضان وأثره على الصيام

يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله من خلال الصيام والعبادة، حيث يمتنع الصائم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من الفجر حتى المغرب، ومن بين المحظورات التي تُفسد الصوم الجماع في نهار رمضان، وهو من أعظم المفطرات التي ورد فيها وعيد شديد وكفارة مغلظة، وقد يتساءل البعض عن الحكم الشرعي فيمن وقع في هذا الفعل خلال النهار، وما يترتب عليه من أحكام شرعية وكفارة، في هذا المقال سنتناول حكم الدين في هذه المسألة وما يجب على من فعل ذلك من قضاء وكفارة وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.

حكم الجماع في نهار رمضان

اتفق العلماء على أن الجماع في نهار رمضان من أعظم المفطرات وأشدها حرمة، حيث قال الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾ (البقرة: 187)، مما يدل على أن العلاقة الزوجية مباحة في الليل، لكنها محرمة في النهار أثناء الصيام.

وقد ورد في الحديث الشريف أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ وقال: “هلكتُ يا رسول الله!”، فقال: “وما أهلكك؟” قال: “واقعتُ أهلي في نهار رمضان”. فبيّن له النبي ﷺ الكفارة، وهي كالتالي:

ما يترتب على الجماع في نهار رمضان؟

إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان وهو صائم، فإنه يترتب عليه:

  1. إفساد الصيام: يجب عليه قضاء هذا اليوم بعد انتهاء رمضان.
  2. وجوب الكفارة المغلظة، وهي على الترتيب:
    • عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد
    • صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع
    • إطعام ستين مسكينًا.

حكم المرأة في هذه الحالة

إذا كانت الزوجة مكرهة أو غير راضية، فلا كفارة عليها ويجب على الزوج وحده التكفير عن ذنبه. أما إذا شاركته برضاها، فيلزمها نفس الحكم من قضاء وكفارة.

الخاتمة

الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس وضبط للشهوات، لذا ينبغي للمسلمين الالتزام بأحكام الشرع، والابتعاد عن كل ما قد يُفسد صيامهم، مع الحرص على قضاء هذا الشهر الكريم في الطاعات والعبادات لينالوا الأجر والثواب العظيم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *